الزكاة
الزكاة في اللغة: النماء، يقال زكا الزرع إذا نما، وأيضاً بمعنى التطهير
وشرعاً: تمليك مال مخصوص لمستحقه بشروط مخصوصة
حكم الزكاة ودليل مشروعيتها الزكاة واجبة مشروعة بنص الكتاب والسنة والإجماع، فأمّا دليل وجوبها من الكتاب فقول الله تعالى: (وأقيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ)، وكذلك قوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ولقوله تعالى أيضاً: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادهِ) وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)
ودليل وجوبها من السنة قول النبي (صلى الله عليه وسلم): «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». (متفق عليه)
وقد دل الإجماع على وجوبها أيضا وقد فرضت الزكاة في السنة الثانية من الهجرة النبوية والحكمة منها أن الله تعالى شرع الزكاة لحكم عظيمة، وأهداف سامية كريمة، تعمُّ المعطي والآخذ والمجتمع فمن حكمها بالنسبة للمعطي أنها تطهره من الشح والبخل، ، وتدربه على البذل والإنفاق، وهي شكر لنعمة المال، واعتراف بفضل الله وإحسانه، وهي علاج لقلب المعطي من الاستغراق في حب الحياة وحب المال، وهي جالبة لمحبة الناس له وثنائهم عليه، وكما أن الزكاة طهارة لنفس المعطي فهي كذلك طهارة لماله ونماء وبركة له، كما قال تعالى:يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276]. وأما أهدافها بالنسبة للآخذ.. فمن ذلك إغناؤه وحفظ حياته بتوفير احتياجاته المادية والنفسية، وهي تطهير لقلبه أن يحسد أصحاب الأموال أو يحقد عليهم. وأما أهدافها في المجتمع.. فمن ذلك أن فيها إقامة لمصالح المسلمين العامة، ومن أهمها: تثبيت الدين في النفوس وإقامة الدين، وحماية المستضعفين والمنقطعين و القضاء على تضخم المال في أيد قليلة وحرمان الفقراء الذين لا يجدون ما تقوم به حياتهم ويسد حاجاتهم. فلو لم يفرض في أموال الأغنياء بنصيب معلوم وحق مفروض لهؤلاء المساكين -وهم الكثرة – لتعمقت الأحقاد بين أبناء المجتمع الواحد، ولتقسم المجتمع وتفكك…
فالزكاة حقيقة هي صمام الأمان للمجتمع المسلم، الآمن المتعاون